آخر المواضيع

الخميس، 20 يونيو 2013

جوجل تطلق مناطيد لمكافحة انقطاع الإنترنت فى مناطق الكوارث




فى محاولة منه لتوفير خدمة الإنترنت فى جميع أنحاء الكرة الأرضية، أطلق محرك البحث العملاق جوجل، الأسبوع الماضى مناطيد ضخمة فى طبقة الستراتوسفير بالغلاف الجوى لتكون وسيلة سهلة لتوفير الخدمة.
فمن حقل جليدى وسط ساوث آيلاند فى نيوزيلندا، أطلق جوجل هذه المناطيد الشفافة، التى تشبه فى الشكل قنديل البحر، وتحولت المناطيد عقب إطلاقها إلى ما يشبه ثمرة اليقطين أثناء ارتفاعها فى السماء الزرقاء فوق بحيرة تيكابو.
وتتوج عملية الإطلاق ثمانية عشر شهرا من العمل على ما تسميه جوجل "مشروع لون".
وتشع هذه المناطيد الشفافة والمملوءة بغاز الهيليوم، والتى طورت فى مختبر إكس السرى الذى قدم سيارة بدون قائد ونظارات تصفح الإنترنت، تشع موجات الإنترنت إلى كوكب الأرض أثناء تحليقها فى الهواء.
ومع ذلك، كانت هذه المناطيد، فى مرحلتها التجريبية، هى الأولى من بين الآلاف التى يتمنى قادة جوجل فى نهاية المطاف إطلاقها فى الغلاف الجوى وذلك لسد الفجوة الرقمية بين نحو 4.8 مليار نسمة لا تصلهم خدمة الإنترنت ونحو 2.2 مليار آخرين يستطيعون الوصول إلى الإنترنت. ويقول ريتشارد ديفول مؤسس المشروع: "ثلثا سكان العالم أو نحو 4.8 مليار شخص ليس لديهم الحق فى الإنترنت الآن. وبعضهم يعيش فى مناطق نائية، لكن بعضهم يعيش بالفعل هنا فى نيوزيلندا، ونعتقد أن 'بروجيكت لون' يمكنه أن يلعب دورا كبيرا فى ربط كثيرين من هؤلاء الأشخاص غير المرتبطين".
وإذا نجحت هذه التكنولوجيا، فقد تسمح للدول بتجاوز تكلفة وضع كابلات الفيبر، ما يزيد من معدل استخدام الإنترنت فى أماكن مثل أفريقيا وجنوب شرق آسيا بصورة كبيرة.
ويفسر رئيس المشروع مايك كاسيدى، كيف يستقبل الناس على الأرض خدمة الإنترنت، قائلا: "بالنسبة لشخص على الأرض يستخدم خدمة لون فسيكون بحاجة إلى هوائى صغير بحجم كرة البيسبول على جانب منزله، ثم يقوم بتوصيل جهاز كمبيوتر بالهوائى، ويدخل على الإنترنت من الهواء بسرعة من الجيل الثالث".
وكان تشارلز نيمو، مزارع ومالك أحد المشروعات فى بلدة ليستون الصغيرة فى نيوزيلندا، أول شخص يحصل على خدمة الإنترنت عبر مناطيد جوجل.
وكان نيمو بين خمسين من سكان البلدة الذين تقدموا بطلبات لاختبار المشروع، الذى كان سريا، ولم يفسر لهم أحد ما الذى حدث.
وتوجه الفنيون إلى منازل المتطوعين وثبتوا فى الجدران الخارجية أجهزة استقبال حمراء وبراقة بحجم كرة السلة.
وتمكن نيمو من الدخول على الإنترنت لنحو خمس عشرة دقيقة قبل أن يتجاوز المنطاد الذى يبث الخدمة هذه المنطقة.
وكان أول شىء فعله على الإنترنت هو التحقق من أوضاع الطقس، لأنها كان يريد أن يعرف أفضل وقت لإزالة الصوف من على مؤخرة الغنم، بحسب ما ذكره للفنيين، ويعد نيمو من بين الكثيرين فى المناطق الريفية، حتى فى الدول المتقدمة، الذين لا يحصلون على خدمة الإنترنت.
وبعد ترك الدخول على الإنترنت عبر الهاتف قبل أربعة أعوام لاستخدام خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، وجد نيمو نفسه يواجه الفواتير الباهظة التى تتجاوز فى بعض الأحيان ألف دولار فى الشهر.
وتحلق مناطيد جوجل عاليا فى السماء حيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتستمد الطاقة من ألواح الطاقة الشمسية التى تتدلى أسفلها وتجمع شحنات كهربائية فى أربع ساعات تكفى لإمدادها بالطاقة ليوم كامل فيما تحلق المناطيد حول الكرة الأرضية وسط الرياح.
وفى الأسفل، تتبادل المحطات الأرضية التى لها قدرات إرسال تصل إلى نحو مائة كيلومتر الإشارات، الإشارات مع المناطيد.
وتنتقل الإشارات من منطاد لآخر فى مجموعة من خمسة مناطيد، ويوفر كل منطاد خدمة الإنترنت لمنطقة يتجاوز حجمها ضعف حجم مدينة نيويورك بمرتين، أو نحو 1250 كيلومتر مربع، ولا تشكل التضاريس عائقا.
وهناك الكثير من المشكلات فى هذا الإطار، مثل أن أى أحد يستخدم خدمة الإنترنت من مناطيد غوغل سيتعين عليه الحصول على جهاز استقبال يتم توصيله بجهاز الكمبيوتر الخاص به لتلقى الإشارة.
ولا تتحدث جوجل عن التكاليف فى هذه المرحلة، على الرغم من أنها تكافح لجعل المناطيد وأجهزة الاستقبال فى أقل تكلفة ممكنة، لتكون أقل من استخدام الكابلات بصورة كبيرة.
وكانت كرايستشيرش أحد مواقع الإطلاق الرمزية لأن بعض السكان انعزلوا لأسابيع عن الإنترنت عقب زلزال ضرب المنطقة عام 2011 وأسفر عن مقتل 185 شخصا.
وتعتقد جوجل أن الوصول إلى الإنترنت عبر المناطيد قد يساعد الأماكن التى تعانى الكوارث الطبيعية فى العودة إلى الإنترنت سريعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox