هل ستستاء إذا أرسل برادكم بريداً إلكترونياً طفيلياً أو "سبام"؟ ماذا بالأحرى إذا تمكن قرصان معلوماتي من تعطيل مكبح سيارتكم، أو جعل طائرة تنحرف عن مسارها عن بعد؟
ليست هذه السيناريوهات الكارثية ضرباً من الخيال، فقد تم إثبات أن البراد يمكن أن يرسل بالفعل رسائل "سبام".

الأجهزة المنزلية.. ورسائل "سبام"

وقد أكد خبير أمني في مجموعة "ثينكبوينت" أنه اكتشف أكثر من 750 ألف بريد "سبام" مرسل من 100 ألف جهاز إلكتروني مخصص لعامة الجمهور، مثل أجهزة توجيه شبكة الإنترنت في المنازل وأجهزة تلفزيون وبرادات.
ومن المعلوم أنه في وسع القراصنة المعلوماتيين التحكم عن بعد بالكمبيوترات لإرسال "سبام"، وقد بات اليوم في وسعهم التحكم بأي جهاز موصول بالإنترنت للقيام بالأمر عينه.
وشرح ديفيد نايت، المدير العام لقسم الأمن في مجموعة "بروفبرينت"، أن "أجهزة كثيرة ليست محمية وفق الأصول، وليس في وسع المستهلكين رصد مشاكل من هذا القبيل وحلها".

قرصنة سيارة عن بعد

ومن جهته، أكد ريك فيرغوسن، نائب رئيس مجموعة "تراند مايكرو" اليابانية المكلف بشؤون الأمن، أن المخاطر الأمنية الأكثر شيوعاً اليوم هي الفيروسات التي ترسل رسائل نصية أو حتى تقوم باتصالات من هاتف ذكي دون أن يعلم صاحب الهاتف.
لكن هذه التهديدات تزداد خطراً في ظل ازدياد الأجهزة الموصولة بالإنترنت المستخدمة في الحياة اليومية.
ولفت فيرغوسن إلى أنه يخشى "أن تتسبب السيارات الموصولة بالإنترنت بأضرار مادية وجسدية كبيرة".
وتابع موضحاً: "في حال تمكن القرصان من النفاذ إلى جهاز الترفيه في السيارة ووجد سبيلاً للتحكم بالجهاز المعلوماتي للسيارة، يصبح في وسعه تعطيل مكابح السيارة".
ومن خلال اعتماد النهج عينه، يمكن للقرصان المعلوماتي استهداف النظام الذي يتحكم بإشارات السير.
وقد أظهر باحثون أنه من الممكن قرصنة سيارة بواسطة رسالة نصية بكل بساطة، على حد قول فيشينته دياز، المحلل لدى مجموعة "كاسبرسكاي لاب".

معلومات شخصية هامة.. مقابل خدمات مجانية

وأوضح المحلل أنه لا شك في أن هجمات من هذا القبيل لن تحدث في المستقبل المنظور، غير أن الخطر يزداد في ظل ازدياد دور الإنترنت في حياتنا اليومية.
وقال: "كلما كثرت الأجهزة الموصولة بالإنترنت، ازداد خطر" تنفيذ هجمات من هذا القبيل، لا سيما في ظل "النقص المثير للقلق للبرمجيات الأمنية".
وألقى فيشينته دياز أصابع اللوم أيضاً على المستهلكين الذين يزيدون هذه المخاطر من دون قصدهم، من خلال تشارك معطياتهم الشخصية، مثل عناوين بريدهم الإلكتروني وموقعهم الجغرافي مقابل خدمات مجانية مثل بعض تطبيقات الهواتف الذكية.