آخر المواضيع

الاثنين، 17 يونيو 2013

قصه حقيقه عن شاب عربي غيور وصاحب شهامه


خرج فارس يملاه الايمان والشباب والحيوية من بلاده نحو هدفه .. كان نصب عينيه ان يكون طبيباً يخدم ابناء وطنه عندما ينهي دراسته الثانوية .. كان بعمر الورد تربى منذ صغره على مساعدة الاخرين واغاثة الملهوفين لالشيء معين وانما هي الاخلاق والشهامة العربية التي يرتقي اليها والتي تدفعه نحو مساعدة المحتاجين والفطرة التي فطر عليها وشعوره بالأخرين يدفعه لتلبية ندائهم حتى وان كانو بعيدين عن عينيه..
انضم فارس الى هذا التجمع يدفعه هذا الهدف النبيل وقد ذهب وهو مملوء بألامل نحو تحقيق هدفه. اراد ان يعطي للشيخ الكبير علاجه الذي يعينه على مقاومة مرضه .. ويرسم الفرحة على وجه طفل بثوب جديد. اراد ان يذل الحصار ويكسر الطوق الذي فرضه اليهود على بلادنا الحزينة..
امتزجت كل هذة الاشياء لدى فارس وتشابكت .. قطف وردة بيضاء من حديقة منزله وقرر اعطاؤها لاول طفل يلتقيه في قطاع غزة.. صعد على متن السفينة (مرمرة) مع عشرات المتضامنين من مختلف البلدان المجاورة لفلسطين.. صعد مع عشرات الغيورين الذين لم تثنهم وتقعدهم اسلحة اليهود ووحشيتهم.. لم يكن حاملاً بيده سلاح بل كان يحمل وردة بيضاء تعبيراً عن السلام الذي كان يقصده.
وعندما ابحر الاسطول في المياه امتزجت جميع افكاره مع زرقة مياه البحر.. كان يرى وجه طفل حزين.. أبتسم على سطح الماء وقد فرح بعد ان علم انه سيحصل على اللعبة التي تمنى ان يلعب بها ..
ثم اخذته افكاره بعيداً ليسبح في عالم الخيال.. خرج فارس من حدود السفينة وقد وصل الى غزة شاهد بخياله ما رسمه الحصار الجائر على اهلها .. جال بخياله في احياؤها وشوارعها ومستشفياتها ومزارعها. وجد الحزن يطبق على كل شيء.. يقتل الورد والثمر في الشجر.فشاهد اغصان الزيتون ذابلة تشكو العطش .. شاهد الشيوخ وهي تنظر بحزن نحو مستقبل احفادها .. شاهد اليهود ومايمارسونة من ارهاب على النساء والشيوخ والاطفال والشباب.. شاهد الطلاب وهم يجلسون على مقاعد الدراسة لايجدون الوسيلة الى العلم.. شاهد الام الفلسطينيه وهي تعتصر الالم على ولدها الشهيد.. لماذا كل هذا الظلم؟
كانت هذه الكلمة تلح على مسامعه مالذي فعله هذا الشعب المسكين ليلقى هذا المصير..؟
متى يحل السلام متى يرتقي على اغصان الزيتون الحمام دون خوف من مخالب اليهود.. متى يخرج الطفل وهو يرتدي ثوبه الجديد قاصداً مدينة الملاهي يوم العيد.. متى يجلس التلميذ على مقعد الدراسة دون الخوف من رصاصة طائشة؟
تزاحمت كل هذة الافكارلديه واختلطت مع بعضها.. سرح فيها وقت طويل. عزلته عن عالم السفينة وعن جميع من كان معه. لم يكلم احداً او يرى احداً.. كان سابحاً في افكاره ينظر بين الحين والاخر الى الوردة في يده يدفعه الشوق ليعطيها الى طفلاً فلسطينياً محاصر.
ويسبح من جديد في افكاره لم يصحو منها الا عندما دخل المياه الاقليمية . انتبه على صوت الرصاص الاسرائيلي وهو يحصد اجساد تسعة اشخاص من المتضامنين الاتراك لم يكن لهم ذنب الا لانهم قالوا - لا- لاسرائيل.
اخذ الوردة التي بيده فوضعها في البحر لكي تصل بسلام الى غزة لانه لم يستطع ايصالها..
ترى هل تصل الوردة البيضاء الى غزة لتلقي التحية والسلام..؟ ام انها ستتعرض هي الاخرى الى هجوم وحشي شرس ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox