دعني اسألك سؤالا عزيزي القارئ : كم عدد الامور السلبية التي توقعت حدوثها ولم تحدث ؟
الاجابة هي أن 90 % من التوقعات السلبية لا تحدث ، فلم اذا نكون سلبيين ؟ لم لا نكون أكثر واقعية وأكثر ايجابية في بداية هذا العام .
يقول الدكتور ابراهيم الفقي : ” لولا وجود عكس المعني لما كان للمعنى معنى “
ثم انه لو لم يكن هنالك اخفاقات وأمور سلبية تحدث في حياتنا لما كان هنالك قيمة للنجاح والانجاز .
لم لا نأخذ موعداً مع أنفسنا وندعوها كدعوتنا لأصدقائنا على طاولة عشاء او أي مكان احببتموه يوما ، وتكون جلسة مغلقة للتقييم والتخطيط (اعلم انها فكرة مجنونة لكنها فعالة ) ، مستخدمين عقلنا التحليلي للوصول للواقعية لنعرف اين نحن الان في ( الاركان السبعة في حياتنا ) وماذا نريد أن نكون في هذا العام ، لنشحذ الهمم ونضع الاهداف الذكية الموصلة للقمة المنشودة في نهاية العام ، وبداية عام جديد ..
لذا هنالك اربعة أمور يجب ان تأخذ بعين الاعتبار في التخطيط لبدء عام جديد مليء بالايجابية .
1- لا تبدأ من الصفر !
ان اللحظات السلبية لا تجعلنا نتقدم خطوة للأمام ، حالها كحال اهدافنا العشوائية .. فهي لا تقدمنا للأمام في صنع حياة منشودة. لذا العقل البشري يميل دائما الى ذكر الانجازات رغم الاخفاقات التي صاحبته ، وهذا ما نحتاجه في بداية كل عام فى الواقع ..
فلا يجب عليك اهمال انجازاتك في العام المنصرم والخنوع تحت سقف الضياع ، بل يجب عليك ذكرها بكل فخر .. ورسم أهداف العام الجديد كمرحلة تكميلية لمشروعك الأعظم في هذه الحياة ..
تذكر أن بناء الهدف السوي يمر بأربعة مراحل :
- المرحلة الاولى : ان يكون الهدف عاطفيا أي ان ما وضعته امر محبب اليك القيام به .
– المرحلة الثانية : أن يكون قابلا للقياس كما قيل ” مالا تستطيع قياسه لا يمكنك التحكم به وما لا يمكنك التحكم به لا يمكنك ادارته ” .
- المرحلة الثالثة : أن يأخذ هدفك اطارا زمنيا محددا فالأهداف المفتوحة لا تتحقق وتتحول مع مرور الوقت الى اعباء .
- المرحلة الرابعة : أن لا يكون هدفك سهل التحقق فالأهداف البسيطة لا تصنع منك انسانا عظيما وكما قيل ” الآمال العظيمة تصنع العظماء ” .
من أين تحصـل على المعلـومات اللازمة لبـدء مشــروعك الخاص؟
2- تخلص من أعباء العام المنصرم
ان الوقت هو أهم ما نملك وأسوأ ما نستخدم ؛ لذا المحافظة عليه تتطلب منا التخلص من كل القيود والأعباء التي تتسبب في اهداره ، فينبغي علينا وضع قائمة بكل ممتلكاتنا ونأخذ كل منها على حدة ونرى ما الذي لا نحتاجه ويفرض علينا قيودا او عبئا بأي شكل من الاشكال .
# بريدك الالكتروني مليء بالأعباء .. فعندما تود البحث عن رسالة هامة فانه يكلفك الكثير من الوقت بين ركام الرسائل غير الهامة .. قم بتنظيــفه !
# هاتفك المحمول به الكثير من الاسماء والصور والرسائل والبرامج غير الهامة .. قم بتنظيمــه !
# غرفة نومك , خزانتك , سيارتك بها الكثير من الامور الغير هامة .. ” أعد هيكلتها ” !
# علاقاتك الاجتماعية ، فكل منا لديه علاقات غير هامه تكلفه الكثير من الوقت ..” تخلص منهم ” !
بعد كل ذلك ستجد نفسك بين الركام المهمل وسينبعث من داخلك طاقة ايجابية بتخلصك من الكثير من القيود والأعباء التي كانت تهدر وقتك .. وأعدك بعد ذلك أنك ستبدأ عاما ايجابيا وستحقق الكثير .
الأفكـار الغبيــة .. الطــريق المضمـــون للثــراء الســريع !
3- استخدم لغة ايجابية
دائما ما ارتبطت مفردة ” الايجابية ” بالقيمة الفردية والروح التي تدب في الافراد اما باستخدام لغة اكثر لطفا ودماثة .. أو فعل او ردة فعل عاطفية وإنسانية في نفس الوقت.
الايجابية اخذت حيزا كبيرا بالحديث عنها في مجتمعاتنا ، ولكن لم نكن نعرف يوما كيف يمكن قياسها وتقييمها ، فكنا نعتقــد ان لها فقط تأثيـراً نفسيـاً داخلياً للأفــراد ، يطفــو على السطح في مواقف معيـنة ..
الواقع أن الايجابية ” نمط حياة ” عليك ان تعيشه في بداية عامك للخروج من هذا العام مخرج الابطال ، باعثا الامل في حياتك وحياة الاخرين وهذا يؤدي اجمالا الى استبدال النظرة الدونية للحياة الى النظرة الاكثر عمقا بحثا عن التفاصيل الصغيرة المضيئة في حياتنا كبشر .. فتأثير اللغة الايجابية على من حولك يكون داخليا ما يسمى بالولاء الذاتي لاهتماماتك ولأهدافك ولتصرفاتك وبذلك يكون لديك الحافز والإصرار أكبر من ذي قبل في تقبل هذا النمط كنمط ينمي القيمة الذاتية للفرد .
4- كوّن عادات ايجابية جديدة
العادة هي اختصار للمعادلة التالية : المعرفة + الرغبة + المهارة + الوقت .
لتكوين عادة ايجابية سواء كانت ظاهرة او باطنه فانه يتعين علينا المرور بهذه الاربع مراحل ..
فالمعرفة هي دافع لتكوين الرغبة ، والرغبة لأي عادة تتطلب اكتسـاب مهارة معينة ، وكل مهارة تتطلب وقت زمني معين لإتقانها للوصول الى ما يسمى بالعادة ..
فمن ضمن هذه العادات ، عادة التعلم الذاتي والتطوير الشخصي , اكتسب مهارات شخصية جديدة , طور امكانياتك وقدراتك فهي ليست محددة بمرحلة معينة .
اكتب ثلاثة اشياء تكون ممتنا لها كل يوم , كقرار حكيم حماك من مفسدة عظيمة ، أو نجاح باهر اتى اليك بعد اخفاقات عدة ، أو فرصة عظيمة اتت اليك وأنت مستعد لها ..
اجعل هذه التدوينات عادة يومية حتما ستتغير نظرتك للحياة , ستكون اكثر ايجابية ستشعر بقيمة الانجاز ، وهذا ما سيولد لديك المفخرة والقناعة بذاتك وبما تقوم به وسيساعدك على البقاء بمخيلة صافية لا تبحث عن غير النجاح مطلبا !
اتمنى منكم قرائنا الاعزاء اثراء هذه التدوينه بعناصر أخرى ترونها مساعدة في تمكين رياديي الأعمال من بدء عامهم الجديد بايجابية أكثر من ذي قبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق