مشروع 1000 نقطة شحن السيارات الكهربائية في الجزائر ابتداء من 2023

 

أعلن وزير الطاقة والمناجم عن إطلاق شركة سونلغاز لمشاريع تجريبية تتمثل في انشاء 1000 نقطة لشحن السيارات الكهربائية. وهو الأمر الذي يبين عزم الجزائر على مواكبة الانتقال الطاقوي الذي يشهده كل العالم.

وكشف ذات المصدر عن انطلاق الاشغال خلال السنة الجارية لـ 200 محطة شحن ستكون موزعة عبر التراب الوطني، لتتواصل الاشغال إلى غاية سنة 2025 لإتمام 1000 نقطة شحن. وستتركز نقاط الشحن على الطريق السيار شرق غرب، كما تحدث السيد محمد عرقاب عن تسطير برنامج الطاقات المتجددة بهدف انجاز 15 ميغاواط من الطاقات المتجددة والذي سيشمل 42 ولاية من ولايات الوطن.

وعلى هامش هذا الإعلان، تم تكليف شركة سونلغاز بإنجاز أعمدة شحن السيارات ذات المحرك الكهربائي والمحرك الهجين، والذي بدأت الشركة في دراسته مع أواخر سنة 2022. وبدأت الشركة بمحطات نفطال المتواجدة على الطريق السيار شرق غرب لتقوم بتعميم العملية على مستوى المناطق العمومية بشكل تدريجي؛ تزامنا مع اعتماد المواطنين على هذا النوع من المحركات.

من جهته أكد المتحدث الرسمي لمجمع سونلغاز خليل هدنة في لقائه مع الإذاعة المحلية، على أن شركة سونلغاز ستشرع قريبا في تنفيذ المشروع، مؤكدا أن بين 200 إلى 300 نقطة شحن ستنجز على مستوى الطريق السيار والطرق الكبرى للوطن. وأضاف ذات المتحدث أن أعمدة الشحن ستكون وفق المعايير الدولية ما سيسمح للمركبات الكهربائية بالسير لمسافة تصل إلى 300 كيلومتر.

في وقت سابق، كشف كمال عجال الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز عن تركيب 200 جهاز خاص بشحن السيارات الكهربائية.

كيفية عمل محطات شحن السيارات الكهربائية

محطة شحن السيارات الكهربائية، بالإنجليزية (Electric Vehicle Supply Equipment) واختصارا (EVSE) هي عبارة عن بنية تحتية أساسية واقتصادية لضمان سير المركبات الكهربائية. وتأتي هذه المحطات بعدة اشكال متنوعة، منها المقابس الجدارية التي يمكن أن تثبت في المنزل أو مكان العمل أو غيرها، ومنها الأجهزة المدمجة التي تتواجد في المرافق العمومية كأن تدمج مع أعمدة الإنارة.

وتختلف مدة الشحن من محطة إلى محطة، فالوقت العادي للشحن يستغرق حوالي 6 إلى 8 ساعات وهي مدة طويلة تستغرقها عادة محطات الشحن الخاصة بالمنازل أو محطات الخدمات. لكن يوجد خيار آخر وهو الشحن السريع والذي يستغرق مدة حوالي الساعة، إلا أن هذا الخيار متوفر فقط في أماكن محددة من العالم، أين يكون تواجد السيارات الكهربائية كثيفا.

إلى غاية سنة 2020 تم تسجيل عدد 1.3 مليون محطة شحن عبر العالم. وتقوم معظم السيارات الكهربائية بالسير لمسافة تتراوح من 100 إلى 500 كيلومتر بعد أن تزود بشحنة تتراوح من 30 إلى 100 كيلوواط.

النموذج الذي سيتم اعتماده في الجزائر ـحسب ما أشارت إليه بعض المصادر- سيكون المحطات التي على شكل أعمدة، والتي سيتم وضعها في محطات الخدمات على مستوى الطريق السريع.  

التنمية المحلية في الجزائر والسيارات الكهربائية

تهدف الجزائر إلى تفعيل التنمية المحلية المستدامة من أجل الاستجابة الى تطلعات المواطنين. وهو ما أكده الوزير محمد عرقاب خلال اللقاء الذي كان تحت شعار “مديريات الطاقة والمناجم عنصر فعال في التنمية المستدامة”. حيث ناقش الاجتماع الإنجازات المحققة في السنوات الثلاث الماضية في إطار مخطط عمل الحكومة.

وأضاف الوزير أن الاجتماع ناقش طرق تحسين الظروف المعيشية من خلال تفعيل التنمية المحلية المستدامة، وبين الوزير ما أنجزه قطاعة منذ سنة 2020؛ حيث قال: “أسهم القطاع في دفع عجلة التنمية الوطنية، من خلال متابعته لجميع المشروعات الاستثمارية، بربط القطاعات الاقتصادية الخلاّقة للثروة (المناطق الصناعية ومناطق النشاطات والمستثمرات الفلاحية) بالكهرباء والغاز”.

وفي ذات السياق، أوضح الوزير رغبة الجزائر في التوسع في استعمال السيارات الكهربائية. وعليه تقوم الجزائر بتطوير البنية التحتية اللازمة للتوسع في شبكة استعمال السيارات الكهربائية والهجينة. وقد تبنت الجزائر سابقا توجّه خفض الرسوم الخاصة بالسيارات الكهربائية من أجل إعطائها حصة أكبر في سوق السيارات الجزائري.

يبدو أن الجزائر عازمة على مواكبة الانتقال الطاقوي الذي يشهد العالم، وقد بدأت بالمنع في استيراد سيارات الديزل، والتركيز على التصنيع المحلي وتشجيع استيراد السيارات الكهربائية والهجينة. كما أكد وزير الطاقة والمناجم أن القطاع يولي أهمية لإنجاز مشاريع بتروكيماوية ومنجمية وتشجيع المحتوى المحلي. عن طريق اللجوء إلى المناولة المحلية للشركات المحلية بهدف استحداث مناصب العمل وخلق الثروة لاسيما في المناطق النائية. لنرى في الأيام القادمة عند بدء الاستيراد واقع السيارات الكهربائية؛ وهل سيُقبل المواطن الجزائري على اقتنائها أم يعزف عنها؟ رغم توفر ما يقرب من 200 نقطة شحن في سنة 2023 فقط.